إن أصل كلمة "إنسان"، وكذا "إنس"، و "أنس": في كلام العرب من الإيناس؛ ومعناه: الإبصار.
يقال: أنَسْته، وأنِسْته؛ أي أبصرته. وقيل للإنس: إنس. لأنهم يؤنسون؛ أي يبصرون. كما قيل للجن: جن. لأنهم لا يؤنسون؛ أي لا يرون. كذا ذكر الأزهري.
وكذا جاء المعنى في القرآن الكريم، قال تعالى: {فإن آنستم منهم رشدا}؛ رأيتم.
وفي قوله تعالى: {آنس من جانب الطور نارا}؛ أي أبصر. فالاستئناس في كلام العرب بمعنى النظر.
وإنسان العين هو ما ينظر به، وهو السواد الذي في العين، قال ابن سيده:
أشارت لإنسان بإنسان عينها
لتقتل إنسانا بإنسان كفها
فتحصّل من هذا أن كلمة "إنسان" في كلام العرب يرجع إلى معنى الظهور، عكس الجن.
ثم إنهم ذكروا للإنسان معنى آخر هو: النسيان. فقد أورد ابن منظور عن ابن عباس قوله: "إنما سمي الإنسان إنسانا؛ لأنه عهد إليه فنسي"، كما في قوله تعالى: {ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما}. وبهذا قال الكوفيون: إنه مشتق من النسيان.