جهوده حثيثة من قبل الحكومتان المغربية والاسبانية لإتمام التخطيط للنفق الذي سيربط البلدين ببعض ، وبالتالى سيكون رابطا بين القارتين الإفريقية والأوروبية.
مضيق جبل طارق
بعد عقود من التخطيط والدراسات الجيولوجية، يتطلع كل من المغرب واسبانيا ،للدفع بمشروع يربط البلدين والقارتين الإفريقية والأوروبية ، سيتخذ شكل سكة حديدية مزدوجة، حيث جرى الاتصال بشركات فرنسية واسبانية وسويسرية للتعاون على انجازها.
وقد تم انجاز تقرير مفصل عن المعطيات الجيولوجية المعقدة لمضيق جبل طارق، وهو أضيق نقطة في البحر الأبيض المتوسط.
وقال "جيوفاني لومباردي" رئيس شركة "لومباردي" السويسرية المشاركة في المشروع "أن مصاعب انجاز النفق بين أفريقيا وأوروبا هائلة، حيث لا يقارن مطلقاً بالقناة الفرنسية الانجليزية مثلاً".
ومن جملة العوائق التي ذكرها لومباردي سرعة التيارات والضغط الذي تشكله وكذلك نوعية التربة التي ينبغي حفر النفق فيها.
يذكر أن فكرة إنشاء جسر بين البلدين وضعت جانبا منذ زمن، لأنه سيتطلب أعمدة لا يقل ارتفاعها عن 900 متر، كما قد لا يتحمل الرياح العاتية والتيارات المائية القوية.
ولن يصل النفق البلدين عند أضيق نقطة عبور لأن عمقها لا يقل عن ألف متر، ولذلك استقر الرأي على نفق أطول لكن بعمق لا يتجاوز 300 متر.
وسيمتد هذا النفق من منطقة مالباطا غربي طنجة إلى بونتا بالوما قرب قادس في اسبانيا، بطول يناهز أربعين كيلومترا، 28 كلم منها تحت الماء، وسيقل عمقه تدريجيا من الجانبين.
ومما يعقد الأمور أن قاع البحر تحت جبل طارق مكون من الرمال غير المستقرة، ومن الضروري أن يمر النفق من تحته.
ولم تحدد أي جهة تكلفة المشروع، لكن التقديرات المبدئية تتراوح ما بين 6 مليارات و13 مليار يورو. وقد تقدم كل من المغرب واسبانيا بطلبات للاتحاد الأوروبي لتمويل المشروع .
يشار إلى أن نقاط العبور بين المغرب واسبانيا تشهد حركة دائبة، حيث يعيش ملايين المغاربة في اسبانيا وفرنسا وغيرهما من الدول الأوروبية.